Publicité

الفلول وحلم العودة..انتكاسة للربيع العربي!


إن عودة النظام البائد بكل رموز للظهور على الساحة السياسية وإحتلاله لمعظم المنابر الإعلامية المكتوبة والمسموعة والمرئية . والتبجح بالإنجازات ومتفاخرين بها بكل وقاحة ،متغافلين عن ذكر الإنتهاكات بحق البلاد والعباد . إنه لأمر مضحك ومبكي في آن واحد ،مضحك لأنهم واهمون بأنه لازالت لديهم سطوة وبهرج وإن وجد هذا الإنبهار لدى البعض . ومبكي لما نقلب صفحات التاريخ وأرشيفهم المليء بالقمع والاضطهاد .
والأدهى والأمر أن البعض منهم من تمكن من رخصة حزب غير الأحزاب التي تعتبر موالية لهم وفي أي لحظة تعلن إنصهارها معه . إن المسار الإعلامي في تونس مرتبك ويشهد حركة عكسية وتراجع كبير وسقط في المحضور بإعادة النمط القديم والنفس النوفمبري ،ولعلّ أهمها البرامج الحوارية التي سمحت لظهور النظام القديم برموزه .

أضف إلى إطلاق سراح معظمهم من السجون دون محاسبة ودون فتح ملفاتهم التي تزخر بالانتهاكات والفساد . ونفس المشهد تعاني منه الساحة المصرية واليمنية .
حيث أن الفلول ظهروا كأن شيئا لم يكن . هنا السؤال الذي يطرح هل الخطأ في مؤسساتنا الإعلامية؟ وهل في مؤسساتنا القضائية التي أطلقت سراح الفلول وأزلان النظام في تونس ومصر واليمن .
والمواطن يتحسر على شهدائه وجرحاه وما قدموه في ثوراتهم وإنتفاضاتهم الشعبية التي دفعوا فيها الغالي والنفيس.
لماذا هذا الإجحاف بحق من قاموا بهذه الثورات ؟لماذا نستمر في الضحك على الذقون وعلى الجراح ؟
وتستمر المهازل في بلان الربيع العربي إمّا على مستوى الإعلام والمؤسسات القضائية والحزبية .مما أفرز حالة إحباط عند غالبية المواطنين والشعوب الثائرة، ولعلّ في مصر الأمر جلي عبر عودتهم على الساحة بصفة فعلية بعد إنقلاب 3 يوليو الذي كانت نافذة للفلول للعودة بكل حصانة وتحت الحماية .
أمّا اليمن فلقد برزوا عبر الفتنة وفتح أبواب الصراعات المسلحة وإستغلالها لوضع يدهم من جديد على المسار الإنتقالي.
هل يمكن إعتبار الأمر انتكاسة للربيع العربي ؟ أم هو مرحلة إنتقالية عسيرة ولابد من هذه التجاذبات على المستوى التحول الديمقراطي .وأن الفلول رغم ما يقومون به لا يبني ثقة مع الشعوب ولا يحسن صورة نظرا لتاريخهم الحافل بالجرائم و التعسف والتعنت على هذه الشعوب العربية.

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire