Publicité

الاعلام والتنمية../http://anwal24.com/?p=6582

تتزايد أهمية الإعلام في العصر الراهن يوما بعد يوم، وأصبح بوسائله المختلفة أفضل القنوات تأثيرا وأسرعها وصولاً لأكبر عدد ممكن من الجماهير، وغدت أكثر تعقيداً بفضل كثرة المحطات الإذاعية والتلفزية وازدياد ساعات بثها، وزاد استخدام الأقمار الصناعية من دائرة البث كما ظهرت وسائل اتصال حديثة مختلفة نتيجة لاندماج ثورة الاتصالات وثورة المعلومات وثورة الحاسب الآلي وظهرت خدمات عديدة ومتنوعة لتلبية الاحتياجات المتزايدة للأفراد إلى المعلومات من اجل العمل والترفيه مثل الحاسبات الشخصية المتنقلة والاتصالات الرقمية والألياف الضوئية وما نتج عن ذلك من خدمات اتصالية جديدة مثل الفيديو تلكس والتليتكست والاتصال المباشر بقواعد البيانات وعقد المؤتمرات عن بعد والبريد الالكتروني وفي الوقت نفسه انعكست هذه التطورات على الصحف والإذاعة والتلفزة والسينما وتفرعت عنها وسائل الاتصال الصغيرة أو المحلية التي اندمجت مع قنوات الاتصال الشخصي التقليدية وأصبحت معاً أداة لمساعدة وسائل الاتصال الجماهيرية في مجال المستحدثات الجديدة والتطوير
يعد الاعلام ضرورة من ضرورات التقدم للمجتمعات، وتستطيع المساهمة بشكل فعال في التنمية. لذا اصبحت قضية الإعلام ودوره في عملية التنمية من أهم القضايا التي تثير اهتمام الدول في العصر الراهن، اذ تتنافس الدول فيما بينها في السبل والوسائل المستخدمة وبكل الامكانات والقدرات المتاحة المادية والبشرية لتطوير وتنمية مجتمعاتها، لان التنمية تمثل المعيار الأساسي للتغيير الحضاري لأي مجتمع يطمح بالتقدم والتطور، ويعترف الجميع بأن وسائل الإعلام المختلفة تلعب دورا كبيرا ومهما في انجاح العملية التنموية خاصة وأنها اصبحت تدخل في تفاصيل العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في جميع المجتمعات، المتقدمة منها والنامية، بنسب متفاوتة خاصة وأن نجاح العملية التنموية يعتمد بشكل كبير على تلك العوامل وعلى مدى قوتها ونجاحها وشدة تأثيرها. إن التحول الكبير الذي طرأ على المجتمع شمل مختلف المستويات والجوانب، ولم يعد بالإمكان اعتبار الاعلام مجرد وسيلة لتوصيل الخبر، وإنما بوصفه قوة تؤثر بشكل فاعل في الجمهور، ومن ثم تساهم في تشكيل المفاهيم وتوجيهها، إذ يعتبر الإعلام أهم أداة في التعبئة الجماهيرية. بعد انتشار وسائل الإعلام على نطاق واسع وتعاظم أثرها، عمد الباحثون في علم الاتصال بوجه عام، والإعلام بشكل خاص، على البحث في العلاقة بين هـذا التخصص وبين التخصصات الأخرى كالاجتماع والتربية والسياسة ونحوها ومحاولة التعرف على طبيعة الدور الذي يمكن أن تؤديه وسائل الإعلام في تفعيل العلاقات بينها وبين جمهورها، خـصوصاً إذا كان الجمهور بمفهومه العام يمثل عنصراً أساسياً في نجاح الوظائف التي تقوم بها، كما انصب الكثير من البحوث الإعلامية حول كيفية تسخيرها في عميلة التنمية.
   إن الاهتمام المتزايد بالبحث في هـذه العلاقة المتبادلة بين الإعلام وغيره من المجالات الأخرى، نتج عنه قيام تخصصات تحمل مسميات عديدة تبرز خصوصية هـذه العلاقة، لذا فان الاهتمام بتأثير الإعلام في تنمية وتطوير المجتمعات، ادى إلى ظهور ما يسمى بالإعلام التنموي.
   لا يخفى على الجميع أن الاقتصاد الرقمي الجديد هو في واقع الأمر نتاج المحصلة تراكمية للفكر لا البشري، وأصبح رأس المال البشري العنصر الفاعل في العلاقات المفاهيمية الجديدة والإعلام بوصفه العنصر الحيوي في تشكيل العلاقات المفاهيمية الجديدة للأفراد والجماعات لذا ينتظر من الإعلام التنموي ان يمارس دوراً متنامياً ومهماً لتقدم مسيرات دول عدة وتطوير أدائها بكفاءة واضحة
الإعلام والتنمية وجهان لعملة واحدة فهما متلازمان مترابطان مكملان لبعضهما، ولا يمكن أن تنهض أمة دون إعلام صادق نزيه متجرد من العواطف بعيداً عن الأيديولوجيات التي تُسيره، لأن من أولويات أهدافه التنوير والتثقيف والتبصير وإعطاء الحقائق،
أحلام رحومة
23/02/2014

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire