Publicité

السودان وتحديات المرحلة /http://www.alquds.co.uk/?p=160118

يمثل السودان نقطة وصل بين مصر وليبيا ونقطة عبور مهمة. ويمتلكالسودان، هذا البلد الممتد جغرافيا على مساحة 1.865.813 كيلو متر مربع، الكثير من الثروات الطبيعية الهامة مما جعل هذا القطر يعاني من أزمات كثيرة وحروب أهلية طاحنة، أدت إلى تشريد العديد من المواطنين وقتل العديد من الأبرياء وفرضت على السودان نزيفا لم ينته إلى اليوم رغم إنقسام هذا البلد إلى نصفين وربما هذا التقسيم ما زاد الطين بلّة وزاد فتيل الأزمات وجعلها لم تحلّ إلى الآن .
حيث أنه بعد أسبوع من تعهد عمر البشير بإتاحة المناخ المناسب للأحزاب السياسية لإنجاح الحوار الوطني أصدر الرئيس السوداني أمرا يمنع الأحزاب من عقد المؤتمرات الصحافية في مراكزها دون إذن من السلطات. ورغم دعوته للإصلاح إلاّ أن المعارضة في السودان تصف خطاب البشير بالفارغ الذي لم يأت بجديد وترى فيه مناورة لضخ الروح في الحزب الحاكم في الوقت الذي ما زالت السودان تعاني الإضطرابات الدّاخلية والعقوبات والعزلة الدولية .
وهذا ما أفرز تفاقم أزمة الحكم في السودان التي تتجلى في جوانبها السياسية والإقتصادية والإجتماعية والأخلاقية وما تنذره به من تهديد لوحدة البلاد المنقسمة، وخاصة مع توتر الوضع في ليبيا ومصر وما تعرفه هذه البلدان من إنفلات أمني كبير. ومن أسباب الأزمات عدم الوفاء بالعهود والمواثيق وعدم تنفيذ الإتفاقات التي أبرمها النظام حتى الآن مثل إتفاقية نيفاشا المشهود بها دوليا وإتفاقية القاهرة وأبوجا والدوحة …إلخ . إلى جانب بقاء القوانين المقيدة للحريات وعدم تحسين الأوضاع المعيشية والتنمية. إضافة إلى إستخدام المؤتمر الوطني أغلبيته الميكانيكية في الحكومة والمجلس الوطني مما كان له الأثر في إعادة إنتاج الشمولية والديكتاتوريات وتمرير كل سياساته الإقتصادية التي أفقرت الشعب السوداني وأدى إلى تقسيم البلاد.
ولمّا كانت معظم أزمات السودان مرتبطة إرتباطا وثيقا بمحيطه الإقليمي العربي والإفريقي، ومن ثم الإسلامي، فإنه يمكن القول إن التحديات المتنوعة التي يواجهها ذلك البلد يتداخل فيها العسكري والسياسي، مع الإقتصادي والإجتماعي والثقافي. إنما تنعكس على مرتكزات أمن المنطقة بإتساع نطاقها وأبعادها ومراميها مقابل عدم إستقرار مصر وليبيا. الأمر الذي يجعل من الأزمات التي تحدق بالسودان بشقيه الجنوبي والشمالي وتوشك أن تعصف به إنّما تحمل بين طياتها تحديات مباشرة على أمن المنطقة العربية والإفريقية والإسلامية بشكل عام .
أحلام رحومة

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire